عادت مئات محافظ العملات الرقمية المرتبطة بـ “سيلك رود”، والتي ظلت خاملة لأكثر من عقد، إلى النشاط يوم الثلاثاء، إذ جرى تحويل كميات من عملة البيتكوين إلى عنوان مجهول. وقد شكّل هذا التحرك المفاجئ حدثًا لافتًا في سوق الأصول الرقمية، نظرًا للغياب الطويل لهذه المحافظ عن أي نشاط يُذكر.
وتُظهر بيانات “أركام إنتليجنس” أن نحو 312 محفظة مرتبطة بسيلك رود، وهو السوق الإلكتروني المتوقف عن العمل على الإنترنت المظلم، قامت بتحويل ما قيمته 3.14 مليون دولار أميركي من عملة البيتكوين إلى العنوان “bc1q…ga54” يوم الثلاثاء. ويطرح هذا التحرك تساؤلات واسعة حول هوية القائمين بهذه التحويلات والهدف الحقيقي وراء إعادة إحياء هذه المحافظ.
وعلى الرغم من النشاط غير المعتاد، لا يزال سبب إعادة تنشيط هذه المحافظ غير واضح حتى الآن. ووفقًا لمنصة أركام، لا تزال المحافظ المرتبطة بسيلك رود تحتفظ بما يقارب 41.3 مليون دولار أميركي من عملة البيتكوين، ما يعني أن الجزء الأكبر من الأرصدة ما زال غير مُحرّك حتى اللحظة.
وفي سياق متصل، كان كونور غروغان، مدير شركة كوين بيس، قد صرّح في يناير عبر منصة X بأنه رصد ما يقارب 47 مليون دولار أميركي من البيتكوين في محافظ مرتبطة بـ روس أولبريشت، مؤسس سيلك رود. ويوم الثلاثاء، أعاد غروغان نشر منشوره السابق ردًا على المستخدم المجهول “0xG00gly” التابع لمؤسسة بلازما، والذي لفت الأنظار إلى عمليات التحويل الأخيرة المتصلة بسيلك رود، ما أعاد النقاش حول هذه الأرصدة المجهولة إلى الواجهة.
ويأتي هذا التطور في أعقاب تحوّلات سياسية مؤثرة. ففي وقت سابق من هذا العام، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنح عفوًا كاملًا وغير مشروط لأولبريشت، الذي كان يقضي أحكامًا بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط بسبب تأسيسه موقع “سيلك رود”. وعلى الرغم من أن هذا السوق الإلكتروني سهّل بيع المخدرات وسلع غير قانونية على الإنترنت المظلم، فإنه لعب دورًا بارزًا في انتشار البيتكوين، إذ كانت العملة الأساسية للمعاملات على المنصة.
وبعد صدور العفو، ظهر أولبريشت لأول مرة في مايو في خطاب علني، أكد فيه على مبادئ الحرية واللامركزية والوحدة، معتبرًا أنها تشكّل الأساس للقفزة التكنولوجية المقبلة. وأشار إلى أن هذه المبادئ قادرة على تحرير الأفراد وتمكينهم حول العالم، في رسالة عكست رؤيته المستمرة لمستقبل التكنولوجيا والبلوكتشين.
